موت الكومبارس: أنا ابن هاديس
الفصل السادس: تطوّر المهارة الفريدة

---

فكّر حاصد الأرواح قليلًا ثم حسم أمره.

سيساعد نيو.

"أيها الطفل العظيم للحاكم، يمكنك العودة إلى العالم السفلي ثلاث مرات أخرى. لكن بعد ذلك، يجب أن ترتاح لثلاثة أيام على الأقل."

"سنعيدك الآن. إن رغبت في مواصلة التدريب، سننتظرك هنا."

"سأفعل ذلك إذن."

أعاد حاصد الأرواح روحه إلى عالم الأحياء.

بعد عودته، رأى نيو ازدياد خبرته.

قرر أن يرفعها إلى أقصى حد قبل أن يستريح كما أوصاه حاصد الأرواح.

العالم السفلي

عندما غادرت روح نيو نحو عالم الأحياء، رمشت العيون الثلاثة العملاقة الطافية في السماء.

امتدّ ظلام السماء ليتحوّل إلى ابتسامة رفيعة.

لقد رأوا كل شيء.

منذ ظهوره الأول في العالم السفلي، إلى مكره على حاصد الأرواح، ثم عزيمته التي سمحت له بمواصلة التدريب حتى لو كان عليه أن يقتل نفسه مرارًا وتكرارًا.

الموت لم يكن أمرًا بسيطًا.

كثير من الأرواح جنّت بمجرد أن لامسته مرة واحدة.

جنون الموت وخوفه قد يفسدان أي نفس.

ومع ذلك، ظل نيو واقفًا شامخًا بعد أن لامسه مرتين.

بل خطط لأن يواجه الموت مرات كثيرة في المستقبل.

لقد امتلك الإمكانية ليصبح وريثه.

استمرّت السماء تبتسم بمتعة، مترقبة ما سيكشفه المستقبل.

الكهف المائي

"آتشوو! آتشوو!"

ارتجف نيو من البرد.

كان ماء الحاكم المقدّس من المفترض أن يقوي الجسد.

وبينما كان يشعر بجسده يزداد صلابة، كان ضعيفًا لدرجة أنه أصيب بالبرد لمجرد بقائه فيه لبضع دقائق.

"أحتاج إلى فعل شيء بخصوص هذا الجسد— آتشوو!"

مسح نيو جسده بمنشفة وارتدى ملابسه قليلًا.

جلس على حافة بركة الماء المقدّس.

"بررر…"

"إنه بارد."

بعد بضع دقائق، خلع ثيابه ودخل البركة من جديد.

كان الموت المتكرر يرهق جسده وروحه.

لكنه لم يستطع التوقف عن التدريب.

كانت هذه الفرصة نعمة.

فمن النادر أن يجد المرء قارورة من ماء الحاكم المقدّس حتى بعد إنفاق ثروة.

أما نيو، فكان يستخدم بركة كاملة وحده.

وكان يستطيع العودة إليها بعد زيارته للعالم السفلي.

في التاريخ كله، لم يتجاوز عدد البشر الذين حققوا هذا الإنجاز خمسة أشخاص.

غطس نيو في البركة وفعّل المهارة.

شعر بخفة غريبة.

ارتجف جسده، ووجد نفسه في العالم السفلي.

"سنعيدك."

وما إن فتح عينيه حتى غطّته سحابة دخان سوداء، ليستيقظ داخل البركة مجددًا.

بدأ جسده يرتجف بشدة، واصطكت أسنانه واحمرّت عيناه.

كل ما أراده حينها هو التوقف.

لكنّه صلّب عزيمته وعاد إلى العالم السفلي.

عند وصوله، لاحظ أنّ وجهه قد شحب كالجليد.

حتى الوقوف مستقيمًا كان يتطلب منه جهدًا عظيمًا.

"…"

راقبه حاصد الأرواح بصمت، ثم أعاده.

"بلرغ…"

عندما استيقظ في الكهف المائي، تقيأ نيو دمًا.

سقط على ركبتيه.

كانت رؤيته تدور، ولم يستطع شدّ أطرافه.

(لا تغفُ… لا تغفُ…)

عضّ لسانه.

فتدفّق الدم من زاوية شفتيه.

فعّل مهارته مجددًا.

"لقد أبليت بلاءً حسنًا، أيها الطفل العظيم للحاكم. تقبّل هذا منّا هدية."

شعر نيو بعظام باردة تلمس جبينه.

لكنه لم يمتلك الطاقة ليرى ما الذي يلمسه.

ظهرت معلومات غامضة في ذهنه.

"نحن نتطلّع بشوق إلى لقائنا القادم."

غطّت السحابة السوداء بصره.

فعاد إلى الكهف.

أدار رأسه فرأى حافة البركة.

كانت على بُعد ذراع فقط.

لكن المسافة بدت وكأنها هاوية سحيقة.

شعر بضعف شديد.

"هل هذا… إفراط في ماء الحاكم المقدّس… أم فساد الروح… بسبب العالم السفلي؟"

كان نيو يعلم أن حالته ناجمة عن أحد هذين الأمرين.

كان عقله يصرخ به أن يستسلم وينام.

لكن البقاء داخل البركة أكثر خطورة.

فلو امتصّ المزيد من ماء الحاكم المقدّس، لانفجر كالبطارية المشحونة أكثر من اللازم.

حاول السباحة للخروج من البركة.

لكن أطرافه كانت ثقيلة كالصخور.

وبينما كان يجرّ نفسه مبتعدًا عن الماء، لم ينتبه للدم الذي بدأ يسيل من عينيه وفمه.

كان على وشك أن يفقد وعيه، عندما ظهر أمامه شاشة مضيئة.

اتسعت عيناه.

وتسرّب ضحك خافت من شفتيه.

كان بإمكان نيو أن يتدرّب دون أن يدفع نفسه إلى هذا الحد.

لكنه اختار العكس تمامًا.

و…

[خبرة المهارة الفريدة +4]

[المهارة الفريدة: الموت (10/10)]

لقد تم الاعتراف بجهده.

فقد نيو وعيه.

لم يرَ الشاشة التي أضاءت أمامه.

[تم إتقان المهارة الفريدة.]

[سيبدأ التطوّر.]

[المهارة الفريدة "الموت" تطوّرت إلى "الخلود"]

بدأت إصاباته تلتئم بسرعة.

وفي الوقت نفسه، أخذ جسده يزداد نحولًا.

فقد العضلات والقليل من الشحم الذي كان يملكه.

وبعد أن التهم جسده ما كان لديه من طاقة مخزّنة، التهم بجشع الطاقة المقدسة في الهواء.

ارتجفت بركة ماء الحاكم المقدّس.

وكأنها مأمورة، تحوّل ماؤها إلى ضباب.

ملأ الضباب الكهف بطاقة مقدسة غنية.

استخدم جسده تلك الطاقة ليلتئم ويقوى.

فازدادت صلابة عضلاته، وصارت عظامه كالفولاذ، واكتسب دمه مسحة ذهبية خفيفة.

[المرتبة: بشري → مستيقظ]

توقف جسد نيو عن امتصاص الطاقة المقدسة، وعادت البركة إلى حالتها الأصلية.

وبعيدًا عن وعيه بما يحدث، استسلم للنوم.

فجأة، تعالت أصوات عند مدخل الكهف.

"هل هذا هو المكان الصحيح؟"

"نعم، لقد رأيت بركة ماء الحاكم المقدّس هنا."

"آمل أن يكون هذا صحيحًا يا أميرة. إن استطعنا العثور على مصدرنا الخاص من ماء الحاكم المقدّس، سيكون لبلادنا متنفس أخيرًا."

خطت امرأتان إلى داخل الكهف.

"ها هي هناك—"

لكن أميليا توقفت عن الكلام حين وقعت عيناها على الفتى النائم…

عارياً، بجوار البركة.

تابعوني على الانستغرام ان اعجبكم العمل

Marceline0_05

مشاركة Pro Manga
مع أصدقائك
انضم إلى وسائل التواصل الاجتماعي
Discord Image Link
Discord

التعليقات