موت الإضافي: أنا ابن هاديس
ف7: إخفاء الأفكار الحقيقية
نظرت إميليا إلى كلارا بنظرة قاتمة
'يبدو أنه دخيل استعدي للقتال'
أومأت لها كلارا بشفتيها
جهزتا أسلحتهما واقتربتا من نيو دون إصدار أي ضجيج
تقدمت كلارا
بصفتها حارسة إميليا الشخصية كانت واحدة من أقوى أنصاف الحكام في بلاد حوريات البحر
بينما كانتا على وشك الوصول إلى نيو أنَّ
حرّك رأسه ونظر إلى الأعلى
انفتحت عيناه ببطء
بردة فعل سريعة اندفعت كلارا إلى الأمام وحاولت إلقاء القبض على نيو
كانت على وشك ضربه عندما وقعت عيناه عليها
فجأة هبط حضور مرعب في الكهف المائي
تجمدت كلارا وإميليا في مكانيهما من الخوف
وقف شعر مؤخرة عنقيهما ووجدتا نفسيهما تخفضان رأسيهما عاجزتين عن مقابلة عيني نيو
«من أنتما؟»
سأل نيو وهو ينهض بترنح
استيقظ لأنه شم رائحة الموت المقترب ووجد امرأتين في الكهف
كانت كلتاهما أجمل بكثير من أي شخص رآه في عالمه السابق
كانت التي بالقرب منه ذات شعر أزرق بحري وتحمل رمحًا
كانت ترتدي سروالًا ضيقًا أسود وقميصًا أصفر يبرز منحنيات جسدها
أما المرأة في الخلف فكانت ذات شعر فضي وعينين حمراوين بدت أقرب إلى نيو في العمر
أبرز سروالها القصير الأزرق وقميصها الرمادي بلا أكمام بشرتها ناصعة البياض كاليشم
كانت تحمل قوسًا وقد وضعت سهمًا مصنوعًا من الماء على وتره
لاحظ نيو أن نظراتها موجهة إلى نصفه السفلي
قطّب حاجبيه
«توقفي عن التحديق به»
رغم كونه مشوشًا ومرتبكًا خرج صوت هادئ وغير مبال من فمه
على الرغم من أن حياته كانت في خطر وأنه قد كشف نفسه لهما للتو مقارنة بالضغط في العالم السفلي حيث كان حتى التنفس مؤلمًا كان الوضع الحالي فاترًا بالنسبة له
«آ-آسفة...»
احمر وجه إميليا وخفضت بصرها
بعد أن ارتدى ملابسه انخفض حذر نيو
في اللحظة نفسها اختفى الحضور المرعب
زفرت كلارا الصعداء
كادت أن تسقط على ركبتيها
على عكس إميليا كانت هي الأقرب إلى نيو وقد تأثرت بحضوره بشدة
«م-من أنت؟»
استجمعت كلارا شتات نفسها وثبتت ساقيها محدقة في نيو
كانت مستعدة لقتاله حتى الرمق الأخير
كانت الهالة المنبعثة من نيو هي هالة الموت
كانت كثيفة لدرجة أن كلارا وإميليا اللتين لم تكن لديهما ألفة مع الموت استطاعتا الإحساس بها
حتى الليتش أو مستحضر الأرواح لن تكون لديه هالة موت بهذه الكثافة
ابتلعت كلارا ريقها بصعوبة
ارتجف جسدها عندما تذكرت الشخص الذي كانت لديه هالة موت مماثلة
«أ-أنت... هل ذهبت إلى العالم السفلي؟»
اتسعت عينا إميليا رعبًا عندما سمعت كلارا
لا أحد يستطيع العودة من العالم السفلي
لا أحد
كانت حقيقة مقبولة عالميًا
فقط أقوى أنصاف الحكام الذين يمكن مقارنتهم بالكوارث الطبيعية قد يتمكنون من تحقيق ذلك
هذا يعني
أن الفتى الذي أمامها كان نصف حاكم قد بلغ القمة
مظهره الشاب كان كذبة وكان وحشًا عجوزًا عاش لقرون
عندما لم يجب نيو لم تزدَد شكوك كلارا إلا تأكيدًا
كانت متأكدة من أن نيو كان نصف حاكم قوي
'اللعنة لماذا هو هنا؟ هل الماء الحاكم هنا ملك له؟'
أصبحت أفكارها فوضوية
'حاولنا مهاجمته سيقتلنا بالتأكيد يجب أن أرسل الأميرة لتعود على الأقل'
نقلت كلارا ثقلها واتخذت وضعية القتال
بينما كانت على وشك الهجوم تحدث نيو
«إميليا دي بوفورت وكلارا وينترفيلد بم أدين هذا الشرف أن ألتقي بعضوين رفيعي المستوى من بلاد حوريات البحر؟»
بينما كان صوته هادئًا كانت أفكاره عكس ذلك تمامًا
'اللعنة! اللعنة! اللعنة! اللعنة! اللعنة! اللعنة!'
'لماذا توجب عليهما المجيء اليوم بالذات!؟'
عرف نيو بأمر إميليا وكلارا لأنهما كانتا شخصيتين محوريتين في الرواية
كان بإمكانه التنبؤ بما يدور في رأسيهما
'أنا في أمان لأنهما تعتقدان أنني قوي'
'لكن إذا اكتشفتا الحقيقة فستقتلانني للحفاظ على سرية موقع بركة الماء الحاكم'
لم يكن نيو سوى مستيقظ
سيهزم حتى لو قاتلته إميليا معصوبة العينين ناهيك عن كلارا التي كانت قوة لا يستهان بها في مملكة حوريات البحر
لقد كان في ورطة كبيرة الآن
«لماذا لا تجيبان؟»
رغم اضطرابه الداخلي حافظ نيو على واجهة هادئة
«أوه هل تفاجأتما بما فعلته بعد استيقاظي؟ أعتذر عن ذلك كنت أقاتل عدوًا حتى الأمس وللحظة ظننتكما إياه»
شعرت كلارا وإميليا بجفاف حلقيهما
إذا كانتا قد تفاجأتا عندما تعرف نيو عليهما فقد كانتا مرعوبتين تمامًا في هذه اللحظة
استطاعتا رؤية الدم الجاف الملتصق بجلد نيو وأرضية الكهف المائي
من الذي يمكن أن يكون قويًا بما يكفي لإيذائه نصف حاكم قوي إلى هذا الحد؟
ومع ذلك أدركتا شيئًا آخر
كان نيو ودودًا
لم يبدُ أن لديه أي نية لإيذائهما
وكدليل على ذلك كان بإمكانه قتلهما لو أراد لكنهما كانتا لا تزالان على قيد الحياة
كانت هذه فرصة
«أحيي المبجل» انحنت إميليا «لم نكن نعلم أن بركة الماء الحاكم ملك لك سنغادر في أقرب وقت ممكن»
فهمت كلارا الإشارة
انحنت وتبعت إميليا لمغادرة الكهف المائي
مشيتا بخطوات خافتة ولكن متعجلة
«انتظرا» تحدث نيو فجأة «لماذا كنتما هنا؟»
كاد قلب إميليا وكلارا يتوقف حين ناداهما نيو وهما على وشك المغادرة
ومع ذلك لم يكن لدى نيو أي خيار آخر
كانتا أقوى منه ويمكنهما قتله
لكن لقاءهما هنا كان فرصة
لهما وله
قبل أن تتمكنا من تقديم عذر سأل نيو
«أردتما بركة الماء الحاكم؟»
حاولتا جاهدتين ألا يظهر شيء على ملامحهما لكن نيو قرأ ما يجول في خاطريهما بسهولة تامة
ارتفعت زاوية شفتيه
«يمكنني أن أعطيها لكما ولكن...»
Marceline0_05