الفصل 10: العملية: إنقاذ الأميرة [2]
استغرق الأمر منهم يوماً كاملاً من امتطاء الغريفين حتى وصلوا أخيراً إلى أطراف قلب الإمبراطورية النابض — مدينة ستاربلمو.
من ارتفاعهم، بدت العاصمة المترامية الأطراف كلوحة فنية نابضة بالحياة.
شوارع حجرية واسعة تتخلل المباني الشاهقة ذات الأسطح الحمراء وأبراج الرخام.
أبراج مذهبة لامعة تحت الشمس مثل حُرّاس سماويين.
لكن آزل لم يكن هنا من أجل السياحة.
هبط الغريفين قليلاً وهو يمر فوق المنطقة الشمالية وفجأة—
فوييب. فوييب.
انطلقت غريفينات أخرى من برج مراقبة قريب، صاعدة في السماء مثل سهام أُطلقت من قوس قوي.
’شرطة السماء،’ تمتم آزل داخلياً. ’بالطبع لديهم قوات جوية. إنها العاصمة في النهاية.’
اقترب الراكبان الموحّدان بسرعة، بوجوه جادة — إلى أن لمحوا ستيفن.
تغيرت تعابيرهم فوراً. انحنوا وهم فوق ركائبهم وتحدثوا باحترام.
"السيد ثورن. لم يتم إبلاغنا بأنك تساعد في التحقيق."
أومأ ستيفن مرة واحدة. "وصلتني رسالة من القصر. سمعت أنكم لم تجدوها بعد."
"لا، سيدي," أجاب الأكبر منهما بوجه متعب. "لقد مضى ستة أيام، لكن بحثنا لم يسفر عن شيء. تمشيطنا شمل الحي النبيل والحي المركزي، لكن لا أثر لها."
قال ستيفن بهدوء: "سنتولى الأمر. واصلوا البحث، لكن لا تُشعروا العامة. إن شعر الخاطفون بالضغط، قد يرتكبون حماقة."
أومأ الحارسان مرة أخرى.
ثم التفتا نحو آزل. ارتفعت حواجبهما قليلاً باهتمام.
وفي تلك اللحظة—
قال ستيفن بصوت عالٍ وواضح: "ابني سيساعدني أيضاً."
توقف عقل آزل تماماً.
ابن؟!
حدق في ستيفن برعب، لكن الرجل اكتفى بالابتسام بهدوء وبرود.
نظر الحارسان إلى آزل وقد لانَت ملامحهما.
ابتسم أحدهما بحرارة: "لديك عينا والدك يا فتى."
اضطر آزل لإجبار نفسه على الابتسام. "هاها... نعم... أسمع هذا كثيراً..."
’يبدو أنني أصبحت ثورن شرفي الآن...’
بعد أن انحرف الحارسان بعيداً، ضحك ستيفن بجانبه مستمتعاً باللحظة.
"آمل ألا تمانع أن تكون ابني لبعض الوقت."
تمتم آزل: "سأبدأ بمناداتك أبي إذا حصلنا على خصومات."
واصلوا الطيران حتى بدأت العاصمة تتلاشى خلفهم، وظهرت في الأفق بلدة كراكن — متربعة على منعطف نهر متعرج، بمبانٍ حجرية وخشبية.
كانت أصغر من ستاربloom، نعم، لكنها تميزت بذلك الجو العتيق المليء بالحياة.
وأثناء هبوطهم، لم يأتِ أي حارس ليستقبلهم.
’بالطبع،’ فكّر آزل. ’لا أحد سينفق ميزانية دوريات الغريفين على مكان كهذا.’
هبط الغريفين بخفة عند مدخل البلدة، خافقاً بأجنحته المهيبة مرة قبل أن يستقر. نزل ستيفن وهو يربت على عنقه بألفة.
"أنت حر في الاستكشاف," قال وهو يطعمه شريطاً من اللحم المجفف. "لكن ابقَ قريباً. قد نحتاجك بسرعة."
أطلق الغريفين صرخة قصيرة قبل أن يرتفع مجدداً، يحلّق بكسل في سماء البلدة.
ثم مدّ ستيفن يده إلى خاتم التخزين وأخرج... قرطاً.
حلقة صغيرة غير مميزة من الفولاذ الأسود.
علقها على أذنه اليسرى، نقرها — وفوراً، تحوّل شعره الفضي إلى أسود كالغراب، وخفّ بريق عيناه الزرقاوان، وانكسرت هالته المهيبة.
لم يعد يبدو كـ "قديس السيف" المرعب في أرجاء البلاد — بل مجرد تاجر متوسط العمر عادي.
قال ببساطة: "قطعة تمويه أثرية. لا يمكن أن تكون حذراً أكثر من اللازم."
سارا داخل البلدة.
رغم ضجيج الأطفال، وصياح التجار، ورائحة الخبز الطازج، كان هناك شيء... غير طبيعي.
استطاع آزل أن يشعر به.
الابتسامات متصلبة. النظرات بين الغرباء أطول مما يجب. كان هناك توتر خفي، غير منطوق، يخيّم على الأجواء — كأن البلدة تخفي سراً.
وكان يعرف السبب.
الخاطفون لم يكونوا مجرد مختبئين هنا. إنهم يملكون هذا المكان.
الشبكة الإجرامية المتجذرة في كراكن تاون عميقة للغاية — أعمق من أن تتمكن الحراسة المركزية من اقتلاعها دون إشعال حرب.
أبقى ستيفن رأسه منخفضاً، يقود آزل عبر الأزقة المتعرجة حتى وصلا إلى مبنى مائل، بطلاء أخضر متقشر ولافتة باهتة.
في الداخل، نظر صاحب الحانة إليهما بسرعة قبل أن يعود لمسح قدح مشروخ.
تقدم ستيفن إلى الطاولة. "غرفة لشخصين. زاوية هادئة. ليلتان."
ضيّق صاحب الحانة عينيه على ملابس ستيفن البالية وأومأ دون محاولة لرفع السعر. "خمسة آرس في الليلة. لا ضوضاء بعد منتصف الليل."
ساومه ستيفن حتى أنزله إلى أربعة.
تأفف الرجل لكنه أخذ النقود.
غرفتهما كانت صغيرة لكنها نظيفة. نافذة خشبية، سريران بأغطية خشنة، وفانوس واحد للشموع.
ألقى ستيفن حقيبته على الأرض وجلس وهو يتنهد بعمق.
"هذه آخر مرة أركب فيها غريفين طوال اليوم."
انهار آزل على السرير الثاني ووجهه للأسفل. "أظن أن مؤخرتي أصيبت بالخدر الدائم..."
ضحك ستيفن وهو يمدد ظهره، مفرقعاً مفاصله.
"سنبدأ البحث صباحاً," قال. "الأفضل أن نتحرك مع الزحام."
أومأ آزل، وهو يتلصص من النافذة نحو الأحياء الفقيرة خلف النزل.
’يبدو الأمر أكثر رعباً بكثير مما كان في اللعبة...’