الفصل الثالث: سيف الحكم

ارتطمت سلاسل آزل بالأرض بصوت معدني ثقيل، أخفى لوهلة التوتر المتصاعد كعاصفة في الشارع الضيق.

التفّت الحلقات المعدنية عند ركبتيه مثل أفعى منبوذة. لم يجرؤ على الحركة. ولا حتى على التنفس.

أمامه وقف ستيفن، وعلى بعد بضع بوصات فقط من سيفه الطويل كان غوران، عيناه مقفلتان على رعب بدائي.

لكن حتى الخوف لم يتفوق على غريزة البقاء.

خطا ستيفن للأمام، شفرة سيفه الطويل تتلألأ بهالة زرقاء عجيبة — حدّها يهمهم بضغط روحي نقي ومصقول، كأن الهواء نفسه يحاول الابتعاد عن طريقها.

ثم تحرّك.

ومضة. برق. ضربة قتل.

اندفع السيف مباشرة نحو وجه غوران — موجهاً بدقة بين عينيه.

ضربة قاتلة.

لكن قبل أن تُصيب —

كلينغ!

دائرة سحرية متوهجة، أرجوانية اللون، مليئة برموز قديمة، ظهرت على بعد بوصات من رأس غوران.

اصطدم السيف بها، توقف للحظة عابرة، وفي تلك اللحظة...

تحرّك غوران.

اتسعت عينا آزل. بالنسبة لرجل بهذا الجسد الضخم، سرعته لم تكن بشرية.

اندفع نحو اليمين، عباءته ترفرف، بالكاد ينجو من الدائرة المتحطمة بينما سيف ستيفن اخترقها تماماً وغُرس في الطوب خلفها.

"ريكسّا!!" دوّى صراخ غوران.

لم يتردد اللاميان. وجهه المتقشّر تحوّل إلى ملامح بدائية شرسة.

زمجر وانقض، فمه ينفتح بشكل غير طبيعي.

لسانه — شيء بشع أطول من ذراع رجل — انطلق كالسوط.

التفّ بإحكام حول معصم ستيفن الأيمن.

فششش!

تصاعد دخان وهو يذيب ردائه، يحرق القماش ويشوِي اللحم تحته.

لعاب حمضي، تآكلي، مشحون بسحر عالٍ.

لكن ستيفن لم يرمش حتى.

عينيه توهّجتا بالأزرق، والهالة حول سيفه اشتدت، تلتف أكثر فأكثر مثل إعصار حاكم.

بحركة من يده اليسرى —

شريح!

سقط لسان ريكسّا على الأرض، مقطوعاً، لا يزال يتلوى.

صرخ اللاميان، يتراجع مترنحاً، يصفر من الألم والدم ينفجر منه في أقواس.

ثم خطا ستيفن للأمام.

خطوة واحدة فقط. لكنها كانت كل ما يلزم.

واختفى.

بوووم!

موجة صادمة شقت الهواء بينما ظهر أمام ريكسّا.

لا كلمات.

فقط وميض فضي.

شلاش!

ضربة واحدة.

ثم أخرى.

ثم اثنتان وأربعون.

في طرفة عين، كان سيف ستيفن يرقص في الهواء، أسرع من أن تراها عين بشرية.

شقّ مسارات دقيقة ودامية عبر جسد ريكسّا، يمزق الحراشف واللحم والعظم إلى مقاطع كاملة.

سقط العالم في صمت.

ظلّ ريكسّا واقفاً.

ثم —

شلوخخخ.

انهار.

تناثرت قطع جسده أرضاً، والدماء تنفجر صاعدة كنافورة قبل أن تصبغ الحجارة باللون الأحمر.

تجمّد آزل مذهولاً، فمه مفتوح.

"توقف!!"

الصراخ حطم الصمت.

كان غوران قد تحرك أثناء المعركة، مجرّاً السلاسل الساقطة نحوه.

إحدى يديه قبضت على المعدن — والأخرى أمسكت بعنق آزل، رافعة إياه في الهواء كدمية قماشية.

كان تاجر العبيد الأصلع مذعوراً الآن، سحره يتجمع بفوضوية في كفه الحرة.

تكوّنت دائرة حمراء متوهجة فوقها، تدور بالحرارة. الأرض تشققت تحته والشرر يتطاير في الريح.

"خطوة واحدة للأمام وسأشوي هذا الفتى حياً!" زمجر غوران. "أقسم! سأفعلها!"

اتسعت عينا آزل. شعر بحرارة الهالة المنبعثة من التعويذة — لم تكن خدعة. كانت دائرة السحر تصرخ بوعد الاحتراق.

انقبض حلقه. هرب الأكسجين. وضباب أسود بدأ يزحف على أطراف رؤيته.

(لا... ليس هكذا...)

لكن الأدرينالين يعيد برمجة الغرائز.

قضمة.

عض آزل بقوة على معصم غوران.

"آآآآآآآآغغغ!!"

صرخ الرجل الأكبر سناً، يتراجع مترنحاً بينما الدم يتفجر من مكان العضة.

كررررراك!

رماه غوران بعيداً... بقوة.

ارتطم جسد آزل بالجدار القريب، على ظهره مباشرة.

دار العالم حوله. الخرسانة ضربت جمجمته، ورؤيته خبت مثل فانوس يحتضر.

"...كان ذلك خطأً." قال ستيفن.

كان الآن أمام غوران، وسيفه مصوّب مباشرة نحو الساحر الأصلع.

حرارة تعويذة غوران ما زالت تتأجج، لكن ذراعه ارتجفت. الخوف غلب الغضب.

شلاش!

تحرك ستيفن.

ظهر خلف غوران، سيفه في منتصف الضربة. إحدى ذراعي غوران طارت في الهواء.

بوووم.

انفجر الطرف المبتور، متناثراً في دماء — فالأطراف المسحورة كثيراً ما تفعل ذلك عند قطعها.

صرخ غوران ثانية، قابضاً على جذعه بينما استدار ستيفن نحوه.

"لست رجلاً،" قال ستيفن، صوته بارداً يرنّ كالحكم ذاته. "أنت قذارة تتظاهر بكونك رجلاً."

شلاش.

طار الذراع الثانية، متفجرة بدورها.

سقط غوران على ركبتيه، وجهه متلوٍ بالألم.

تقدّم ستيفن خطوة بخطوة، ببطء، بعمد.

"لقد سرقت الأطفال. بعتهم للوحوش. أحرقت البيوت. حطّمت العائلات."

رفع سيفه.

"أنت أسوأ من الوحوش."

شلك.

ساق مقطوعة.

شلك.

والأخرى لحقت بها.

صار غوران الآن مجرد جذع، يتلوّى على الأرض، يختنق بالألم والدماء.

ارتفع ستيفن فوقه، توهج سيفه ينعكس في عينيه الجليديتين.

"لقد بعت إنسانيتك منذ زمن بعيد."

الضربة الأخيرة هبطت بسرعة.

شلاش.

شق السيف صدر غوران، قاطعاً قلبه بدقة. الدم انفجر كنافورة.

اتسعت عينا غوران للحظة — ثم خبتا.

انهار.

وبركة من الأحمر انتشرت تحته كاعتراف بالذنب.

[تهانينا على إتمام "المقدمة — لا عودة للوطن"]

كان هذا آخر ما رآه آزل قبل أن يفقد وعيه، جسده يهوى للأمام لكن ستيفن أمسكه.

"لقد أبليت جيداً..."

مشاركة Pro Manga
مع أصدقائك
انضم إلى وسائل التواصل الاجتماعي
Discord Image Link
Discord

التعليقات