الفصل الرابع: التلميذ
كان عبير الأعشاب الطبية عالقًا في الهواء. خافتًا، لكنه كافٍ ليوقظ "آزل" من غيبوبته.
تأوه بخفوت، رأسه مثقل كالصخر، وفتح عينيه ببطء.
تسلل ضوء دافئ من خلال ستائر بيضاء تهتز بلطف مع نسيم هادئ.
السقف فوقه كان من الخشب المصقول، نظيفًا ومرتبًا.
لم يعد هناك حجر بارد، ولا رطوبة حالكة من أزقة الأحياء الفقيرة.
جلس.
ارتعشت ذراعاه قليلًا، لكنه أجبر نفسه على النهوض.
لقد كان على سرير ــ سرير حقيقي بأغطية نظيفة ووسادة ناعمة تحت رأسه.
ألم خفيف ينبض خلف صدغه، وعندما رفع يده، شعر بضمادات ملفوفة بعناية حوله.
ألقى نظرة على نفسه. اختفت الثياب الممزقة الملطخة بالتراب التي كان يرتديها عندما استيقظ لأول مرة في هذا العالم.
بدلًا منها، كان يرتدي رداءً من الكتان الأزرق، دافئًا ومريحًا، مربوطًا بحزام بسيط عند الخصر.
مقابل السرير، كان هناك مرآة مائلة على الحائط.
غلبه الفضول.
وقف ببطء واتجه نحوها.
الفتى في المرآة حدّق به.
عينان حمراوان حادتان. شعر فضي باهت. ملامح وسيمة بلا شك، وإن كانت لا تزال طفولية.
كان في نظرته مسحة من النبل، لكن أيضًا أثر تعب... كمن رأى الكثير في وقت قصير.
أطلق صفيرًا خافتًا: "تبا..."
ذلك لم يكن وجه شاب في العشرين. بل بالكاد عشرة أعوام. مجرد طفل.
مد يده ليلمس خده.
شعر بالملمس الواقعي.
"لقد تجسدت فعلًا..." تمتم.
وفجأة ظهرت أمامه شاشة زرقاء مألوفة.
[مبروك على إتمام "المقدمة — لا عودة للديار"]
هي ذاتها التي رآها قبل أن يغيب عن الوعي.
مد يده غريزيًا، متوقعًا أن تخترقها كالوهم.
لكن ما إن لمسها حتى انفتحت الكلمات كقائمة.
[مرحبًا بك في إلاريون – العالم المصنوع للعبة الشهيرة "سقوط الحاكم آريس". لقد مُنحت فرصة لإنقاذ البطلات من مصائرهن المحتومة. كانت تلك أمنيتك... ولهذا أنت هنا.]
ضاق "آزل" بعينيه. شفتاه ارتعشتا بابتسامة مرة.
(ظننتها مجرد مرحلة لعب أخرى، لا أن تُلقوا بي في قلبها فعليًا!)
صرخة داخله.
كان يفضل اللعب أكثر... لا أن يحيى هذا.
لا عبودية. لا موت قريب. لا كوارث مقبلة تلتهم العالم.
زفر بارتجاف: "من بين كل الألعاب... لماذا هذه الملعونة؟"
لأن "سقوط الحاكم آريس" لم يكن مجرد لعبة خيالية مظلمة — بل جحيم قاسٍ.
[مع كل بطلة تنقذها من هلاكها المحتوم، وكل مهمة تُكملها، تكسب "نقاط المصير". يمكن استخدام نقاط المصير لشراء الأدوات والمهارات والبركات من متجر النظام. وحتى تبدأ بإنقاذ البطلات، فالميزات المتاحة لك الآن هي "الحالة" و"المهام" فقط.]
تجهم "آزل".
"حتى المتجر مغلق بعد؟ طبعًا... عليّ أن أتألم أولًا."
أخذ نفسًا عميقًا.
"حالة."
فورًا، تحولت الشاشة الزرقاء.
---
[شاشة الحالة]
الاسم: آزل وينترز
العمر: 10
اللقب: المُتجسِّد — روح من عالم آخر، مثقلة بالذاكرة والمهمة.
الفئة: لا شيء
السلالة: مغلقة
القوة: 2 (E)
السرعة: 2 (E)
التحمل: 5 (E)
السحر: 2 (E)
المهارات الفعّالة: لا شيء
المهارات السلبية: لا شيء
القدرات: لا شيء
---
حدق بها بذهول.
"أنا... مجرد طفل ضعيف."
الأرقام كانت كافية لقول الحقيقة. بهذه القدرات لن يصمد خمس دقائق أمام أضعف وحوش اللعبة.
في هذا العالم، حتى وحش من رتبة E قادر على تمزيقه. وبدون مهارات، أو سحر، أو فئة...
"سأموت خلال أسبوع." همس.
قبض يديه.
ذلك لم يكن خيارًا.
ليس وهناك بطلات يجب إنقاذهن. ليس وهو يعرف العذاب الذي ينتظرهن.
أغلق الشاشة وجلس يتنفس بعمق.
(لا بد أن أصبح أقوى... وبسرعة.)
قطع الصمت طرقٌ على الباب.
ثم انفتح.
دخل "ستيفن ثورن".
اختفت هيبة "قديس السيف" الآن.
كان يرتدي رداءً أخضر بسيطًا، أكمامه مطوية. في يديه صينية تحمل طعامًا ساخنًا — حساء، خبز طازج، وسلطة.
ابتسم بلطف: "أراك استيقظت."
جلس "آزل" مستقيمًا فجأة، وانحنى برأسه إلى أسفل كطفل في العاشرة:
"شكراً! لقد أنقذت حياتي—"
ضحك ستيفن.
"لا داعي لكل هذا الرسمية، يا فتى. لقد مررت بما يكفي." وضع الصينية على الطاولة الجانبية. "كُل. ستحتاج قوتك."
لم يتردد "آزل" إلا لحظة — ثم انقض على الطعام كحيوان جائع. لم يهتم بمظهره.
الجسد سبق كبرياءه.
ستيفن تابع المشهد مبتسمًا.
"هناك المزيد متى شئت," قال وهو يجلس قرب النافذة. "لقد مر وقت طويل منذ أن كان لي طفل في البيت."
أبطأ "آزل".
مسح فمه بيده، ابتلع لقمة، ثم نظر مباشرة في عيني ستيفن.
"لدي طلب," قال بخفوت.
رفع ستيفن حاجبه.
"أريد أن أصبح قويًا."
لم تكن هناك خطبة بطولية. لا وقفات درامية. مجرد صوت صادق، مرهق.
"لا أريد أن أبقى ضعيفًا بعد الآن," تابع. "لا أريد أن أُختطف. لا أريد أن أهرب أو أختبئ."
ارتجف صوته قليلًا.
"أريد... أن أستطيع حماية نفسي. بل أكثر من ذلك... أن أحمي الآخرين. لذا أرجوك — علّمني."
انحنى برأسه ثانية.
كان الأمر صعبًا. التظاهر بكونه طفلًا. ضبط كلماته كي لا تبدو أكبر من عمره. لكن يأسه كان حقيقيًا.
صمت ستيفن لحظة.
ثم...
استقرت يد دافئة برفق على رأس آزل.
تجمد لوهلة.
ستيفن بعثر شعره بهدوء.
"أنت تذكرني بشخص," قال بصوت منخفض. "شخص أحببته... وفشلت في حمايته."
وقف واضعًا يده على صدره.
"إن كنت تبحث عن القوة، فسأعطيك كل ما أستطيع أن أقدمه."
نظر بعينيه مباشرة.
"لكن تذكّر... القوة ثمنها باهظ. لستُ أمنحك قوة، بل طريقًا. طريق الألم، والانضباط، وعبء الاختيار متى ترفع سيفك."
أومأ آزل ببطء.
"أنا أفهم."
ابتسم ستيفن بلطف.
"إذن، من اليوم... أنت تلميذي."
تسارعت دقات قلب "آزل".
ها هو على وشك أن يتتلمذ على يد واحد من أقوى الشخصيات في اللعبة — قديس السيف الذي يستطيع تمزيق الجيوش وتحطيم السحر بضربة واحدة.
(أخيرًا...)
[لقد اكتسبت لقبًا جديدًا]
[تلميذ قديس السيف]