الفصل السادس: بلدة دايمور
ارتدى آزل ثياباً بسيطة مناسبة لعمره وجسده — قميصاً أبيض من الكتان مدسوساً داخل سروال أسود قصير، يثبته حزام بني عند الخصر.
لقد ناسبت مظهره جيداً: شعر فضي يتدلى حتى ما بعد أذنيه بقليل، وعينان تلمعان بلون قرمزي تحت أشعة شمس الصباح.
ورغم أنه كان يبدو كدمية خزفية هشة، إلا أنّ جسده قد صُقل خلال الأشهر الثلاثة الماضية من التدريب القاسي.
ذراعاه صارتا مشدودتين، وجذعه صار ثابتاً، ولم يعد يتعثر في خطواته مثلما كان يفعل في البداية.
انعكاسه في المرآة لم يعد صورة لطفل عاجز، بل أشبه بصبي محارب خرج لتوه من رواية خيالية.
خارج الكوخ، كان ستيفن واقفاً متكئاً على عصا خشبية، مرتدياً سترة بسيطة وسروالاً بنياً، وفوق شعره الفضي الطويل كان يرتدي قبعة قش عريضة الحافة.
مظهره العفوي كان مضللاً للغاية — لم يكن أحد ليتوقع أن هذا الرجل المتراخي هو نفسه "قديس السيف" الذي مزّق ساحات المعارك ذات يوم إلى شرائط دامية.
ركض آزل نحوه ممسكاً بورقة. "هذه قائمة بالأشياء التي نحتاجها."
أخذ ستيفن الورقة وحدق فيها. "خطك يشبه خدوش العصافير."
زفر آزل بانزعاج. "أنت من قلت إن المحارب يجب أن يفعل كل شيء بنفسه. أنا فقط أطبّق ذلك على شراء البقالة."
ناول ستيفن آزل خنجراً صغيراً في غمد، وعدّل الحزام حول خصره.
"احمله معك دائماً. البلدة ليست آمنة كما تبدو. إن اقترب منك شخص غريب — اطعنه أولاً، ولا تطرح أي أسئلة."
"... هذا ليس ما يجب أن يعلّمه الراشد المسؤول لطفل."
"بل هو ما يجب، عندما يكون الطفل قد خُطف من قبل." أجاب ستيفن بجفاف، قبل أن يبتسم ويمسح على رأس آزل. "هيا بنا."
كان "الغابة المظلمة" مكاناً بالغ الخطورة.
غابة تعجّ بالوحوش، مخفية وراء أوهام طبيعية ومنحدرات شاهقة.
لكن ستيفن شقّ مساراً عبر أكثر أجزائها كثافة — ممرّاً سرياً متعرجاً تحجبه الأغصان والخدع البصرية.
بينما كانا يسيران معاً، شعر آزل بحرية لم يذقها منذ استيقاظه في هذا العالم الملعون.
بعد نصف ساعة، خرجا أخيراً من آخر صف من الشجيرات ووصلا إلى طريق حجري قديم تغمره أشعة الشمس المتناثرة.
كانت هناك لافتة خشبية ملتوية كُتب عليها: [مرحباً بكم في بلدة دايمور] — نفس البلدة التي وصل إليها آزل أول مرة.
ارتجف قليلاً.
(البلدة نفسها التي كدتُ أُباع فيها كالماشية... ذكريات جميلة.)
عند بوابة البلدة، وقف حارسان وهما يتكئان بكسل على رماح طويلة.
لكن ما إن أبصروا ستيفن حتى اعتدلوا فوراً، وأعينهم تتلألأ بالمعرفة.
"آه، العجوز ثورني!" ناداه الأطول منهما. "لم نتوقع أن نراك تجرّ طفلاً معك. هل لحق بك دور الأبوة أخيراً؟"
ضحك ستيفن: "شيء من هذا القبيل."
"طفل ظريف. نأمل ألا يكون متجهماً مثلك أيام الشباب."
"يأكل مثل غول جائع ويضرب بالفأس كما لو أنه غاضب من الأشجار. أنتما احكما."
انفجر الحارسان ضاحكين.
ثم مال أحدهما نحو آزل ومدّ له بعض العملات البرونزية. "تفضل يا فتى. اشترِ بها بعض الحلوى."
"شكراً جزيلاً!" ابتسم آزل ببهجة.
(كوني طفلاً له بعض المزايا حقاً.)
عملة هذا العالم تُسمّى "آريس"، وهي قائمة على الذهب. عملة برونزية واحدة تكفي لشراء وجبة في الأحياء الفقيرة، والفضية تكفي للمبيت في نُزل رخيص، أما الذهبية؟ فهي تدفع إيجار شهر في حي محترم.
كان آزل قد تذكر من اللعبة أن جمع ألف قطعة ذهبية كان أمراً شاقاً للغاية.
قاد ستيفن آزل عبر البوابات المزدحمة إلى قلب بلدة دايمور. الأزقة الحجرية الضيقة تتلوى بين بيوت قديمة بسقوف مغطاة بالطحالب.
رايات ملوّنة ترفرف في الأعلى، وروائح اللحوم المشوية والتوابل تملأ الهواء كسحر مُغوٍ.
التجار يصيحون عن خصوماتهم، وباعة الجرعات يلوّحون بقوارير ذات ألوان مريبة، والمهرجون يؤدون حركات بالنار بينما يغنون بأصوات نشاز.
كان المشهد فوضوياً — وآزل أحبه، وإن لم يكن صاخباً مثل المدن الأمريكية.
قال ستيفن محذراً: "ابقَ قريباً مني. وإذا حاول أحدهم أن يبيعك إكسير معجزة، اضربه في أنفه."
راحا يتنقلان بين شوارع السوق، يضعان علامة على ما اشترياه من القائمة.
كان آزل يحمل كيس قماش معلقاً على كتفه، يمتلئ تدريجياً بالخضار، والأعشاب المجففة، وقطع اللحم السميكة، وعدد مريب من فطر "فلينتكاب".
كل خطوة كان يشعر معها بثقل الكيس.
"أتمنى أن يكون هذا يبني قدرتي على التحمّل، وإلا فهو مجرد عمل أطفال شاق." تمتم في نفسه.
كان ستيفن يمشي أمامه ويداه في جيبيه، بخطوات مريحة وكأنه بلا أي أعباء — لأنه فعلاً لم يحمل شيئاً.
تطلّع آزل إليه بريبة. "أأنت متأكد أن هذا تدريب وليس لأنك لا تريد أن تحمل الأغراض بنفسك؟"
لم يلتفت ستيفن حتى. "المحارب يجب أن يدرب جسده. القوة تولد من المعاناة."
"والكسل يولد من تكليف غيرك بالعمل." رد آزل بسرعة.
مرّا على بعض السكان الذين حيّوا ستيفن. "مساء الخير يا سيد ثورن!"
رفع ستيفن قبعته القشية وردّ بابتسامة ودودة.
لم يكن أحد يعرف أنه "قديس السيف".
بالنسبة لهم، لم يكن سوى رجل طيب، قليل الانعزال، يعيش عميقاً في الغابة.
وبصراحة؟ لم يلم آزل أحداً.
فستيفن في اللعبة كان صارماً، متجهماً، وأشبه بجدار فولاذي من الانضباط. أما هذا ستيفن؟ فيبدو وكأنه في عطلة من القتال... ويوكل مهمة حمل الأثقال لطفل في العاشرة.
بعد بضع منعطفات عبر أزقة دايمور، وصلا إلى وجهتهما: مبنى حجري ضخم يتصاعد منه دخان من مدخنة عريضة.
وفوق الباب، لافتة محفورة على لوح خشبي مصقول كتب عليها:
[البجعة الفولاذية – أسلحة، دروع، وحكمة تُصاغ يومياً]
أمال آزل رأسه وقال: "لماذا نحن في متجر أسلحة؟"
ربت ستيفن على كتفه قائلاً: "ألم تقل أنك تريد تعلم السيف؟ إذاً نحتاج إلى سيف تدريب مناسب. وبعض الدروع أيضاً."